كرم من الله السيد يكتب: فن الحديث مع الأموات 

الكاتب الصحفي كرم من الله السيد
الكاتب الصحفي كرم من الله السيد

ربما يكون عنوان المقال عجيب ولكنها الحقيقة لمن يفقه الدنيا وفلسفة الحياة والموت، عندما أسمع برحيل زميل أو صديق أو جار أو أحد من الأهل يدور في ذهني لثوان مواقفي معه كلها دفعة واحدة، فأجدني في وسط ركام الحزن سعيد ليس لموته والعياذ بالله ولكن لأن الله قد سترني معه حتي وفاته ولم يحدث بيننا ما يخجلني منه يوم القيامة ولا ما يجعلني أندم  عليه في الدنيا، فالدارس لفلسلفة الحياة والمتعمق في أصولها سيعلم تمام العلم بأن من حوله هم أموات وهو ميت فلو  تذكر الإنسان منا هذا الأمر قبل دخوله في إيذاء أو حتي جدال قد يجرح الإنسان امامه لأراح واستراح.. لأراح نفسه وهما علي قيد الحياة واستراح إذا هو مات أو مات قبله من منع نفسه من ايذاءه.. ولشعر بطبطبة على قلبه حين سماع خبر وفات زميله أو احد من أهله أو جيرانه، هي فقط قاعدة واحدة يجعلها في جدوله اليومي هو أنه يتحدث مع ميت ، ولتطبيق هذا بشكل عملي حتي تصل الي أذهان الجميع سأضرب مثالاً.. هب أن طبيب أخبرك بأن زميلك أو جارك أو أحد من أهلك سيموت خلال أيام ماذا سيكون رد فعلك؟ غالباً ستتغاضى عن تصرفاته بالجملة سواء كانت حماقات أو حتي إيذاء ولو وصل الأمر لحد الشتم بل سأذهب الي أبعد من ذلك وأقول: حتي لو وصل الأمر إلى ضربك سيكون ردك بالصمت ولن تحمل داخل نفسك له بغضاً لعلمك بأنك تتحدث مع ميت.. ولكن هناك فن للتعامل مع الأموات بحيث أن يكون تجاهلك حسبة لله وأن يكون اقتصاصك منه أيضاً بما أمر الله وستصل الي نفس النتيجة وهي راحتك من ذنبه وراحتك عند موتك أو موته. رحم الله أمواتنا ورحمنا لعدم معرفتنا بفن الحديث مع الأموات.